الحمدلله الذي خلقني حمارا سويا ولم يجعلني كيداراً محويا

الشذوذ ، الزملة ، سيدي علي بن حمدوش ، جبل زرهون ، مهرجان أجمل حمار، الشيعة ، للا عيشة مولات المرجة ، عيساوة ، حمادشة ، كلمات مفاتيح ولا شك ستقودنا لمحاولة البحث عن الخيط الناظم بينها ، فالشذوذ الجنسي أو الزملة لدى الذكور كما يُعرفه العامة من المغاربة هو عبارة عن هرش إستي مرده دويدة صغير بسبعة رؤوس تولد الرغبة لدى المصاب بها في إستقبال عضو صلب يُسمى القضيب أو الذكر كما يحلو للفقهاء تسميته ، وهاته الزملة ليست حديثة العهد فالتاريخ قد لنا لنا حكايا وطرائف عن مثقفين وشعراء اصيبو بداء الدويدة صاحبة السبعة رؤوس ، وحتى لا نبتعد كثيراً ، فحتى بطفولتنا و- إن كان أكثركم اليوم لا يريد تذكر ذلك - من منا لم يمر من مدرسة " النويبة" على إست المصاب بداء الهرش ، من منا لم يتقمص دور أبو نواس على "طرمة " صديقه الذي كان بالمقابل يلعب دور " الغلام " ، وعلى ذكر شاعرنا الذي يوصف بكونه شاعر الحب والمجون وعاشق مطاردة الديدان الإستية ، فإن بعض الروايات تتحذث عن كونه كان ينتمي للمذهب الشيعي ويستدلون بذلك بمسقط راسه إذ من المعروف أه ولد في أهواز من بلاد خوزستان جنوب غربي إيران سنة ( 145هـ / 762م ) لأب دمشقي حكمي وأمٍ فارسية اسمها جلبان ، والمصادفة الغريبة أنه للشيعة فعلا مواقف جد متسامحة مع عملية اللواط ، فبموقع الإمام السستاني حيث يعطي فتاوى للمستفسرين بعديد الاسئلة الدينية ، سيكتشف الزائر أن السيد السيستاني أدام الله " دودته " ، لا مشكلة لديه إتجاه اللواط و اللواطيين او الملوط بهم ، و شعاره في ذلك " اللي عـْطى زكـّو..الله لا يفكو " ، و مكمن الخلاف لدى مذهبه يتمحور حول " هل یجوز زواج الملوط من اخت اللائط به ؟ " و" هل یجوز الزواج من اخت الملوط به؟" وطبعاً فتوى الإمام الشيعي الذائع الصيت رداً على هاته الاستفسارات هي أنه وبحسب إجتهاده الفقهي" إذا لاط البالغ شرعاً بغير البالغ فأوقب ولو ببعض الحشفة حرمت علی اللائط أمّ الملوط واخته وبنته، ـ والاحوط لزوماً ـ ثبوت هذا الحکم فيما إذا کان اللائط غير بالغ أو کان الملوط بالغاً أو کان اللواط بعد الزواج باحدی المذکورات، ولا يحکم بالتحريم مع الشك في الدخول بل ولا مع الظن به أيضاً " ، وربما هذا ما قد يُفسر لنا الإقبال المنقطع النظير لبعض المغاربة على إعتناق ومعانقة المذهب الشيعي لأنه تلك المعانقة تمثل لهم إرتماءة بأحضان المتعة واللذة ، كشأن من يتنصر أو يتمسح لا حباً في عيون عيسى او مريم العذراء ولكن فقط ليستمتع بشرب الوسكي وملاطفة النساء دون أن يؤنبه ضميره أو يلومه فقيه مسيد حيه ، وإذا تمعنا بالموضع أكثر سوف نجد ان هناك علاقة ما بين سيدي علي بن حمدوش و احفاده المعروفون بحمادشة و بين التشيع والشذوذ ، فالمعروف عن الشيعة تعذيبهم للذات حزنا على مقتل الامام الحسين ولذلك يقومون بغرس السكاكين بخدودهم و " أزكاكهم " ، وكذلك يفعل حمادشة بالمغرب ايضا معتبرين أن ذلك نوعاً من الكرامات الخارقة الممنوحة لهم كأولياء صالحين ، قد نالو رضى الجنية المسماة للا عيشة مولات المرجة ، تلك المرجة الآسنة التي تفوح بروائح " الغائط " و " الريح " كلما حل موسم سيدي علي بن حمدوش هاته الشخصية المغربية التي جايلت لويس الرابع عشر غير أن هذا الاخير ترك أعظم منجزاته ، المتمثلة في حصن ( الأنفاليد ) في (باريس ) الذي قام بتشييده العام 1670 م ، ولم يترك موسماً خرافياً ، حيث كلما حل يطالعك الذكور من بني الكيادر يتقمصون دور هاته الجنية الخرافية الممسوخة "للاعيشة " فترى اصحاب "المَساطيش او المَساطيج " بقفاطينهم الملونة والمزركشة وهم يتمسحون بشجرتها المباركة يتحركون بدلال مسخ فلا هم بالرجال ولا هم بالنساء ، ويشير مصدر إلى أن بلدية مكناس زرهون التي تتولى تدبير شؤون هذا الموسم قد فوتت كراء الموسم في السنة الماضية لشركة خاصة بمبلغ 114 مليون سنتيم. ويذكر أن الصفقة تتيح للشركة التصرف في جميع الهدايا التي يأتي بها الزوار إلى الموسم. وكشف أنه في السنة الماضية أهدي لشجرة للاعيشة ما يقارب 1000 خروف و500 ثور و160 من الإبل. ويشترط في الإبل أن تكون من الذكور وذات الجمال، وحصلت الشركة على كل هذه الهدايا وأعادت التصرف فيها. و شخصيا لا افهم لماذا التركيز على فحولة الحيوانات المهداة ، ربما لتعويض النقص الحاصل في الهرمونات الذكورية طيلة ايام هذا الموسم ، او ربما هو نوع من الشذوذ الخفي فلا أستبعد ان تتخلل هذا الموسم ممارسات بين هؤلاء الشواذ والثيران او الخرفان ، فالشعار على كل حال هو" جميعا لاجل مغازلة دويداتنا" ، شخصياً و كحمار مغربي محترم يفتخر بفحولته وكبر "ذكره" وطوله ، يحز في تفسي ان ارى جبل زرهون المكان نفسه الذي يعرف تنظيم مهرجان ملك جمال الحمير ، و ملتقى ربيع الشعر ، وايضا حيث يتواجد مدفن مولاي ادريس الاول ومؤسس بلاد المغرب ، يتحول إلى مرتع للخرافة والدجل والمجون ، فالحمدلله الذي خلقني حماراً سويا ولم يجعلني كـيداراً محـْوياً.